السعودية توطن صناعة تحلية المياه

image of السعودية توطن صناعة تحلية المياه

"التحلية" تُوقع اتفاقية تعدين مياه الرجيع الملحي باستثمارات من القطاع الخاص لتساهم في الناتج المحلي بـ 1.5 مليار ريال سنويًا في 2030"

وقعت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة عدداً من الاتفاقيات مع شركات محلية وعالمية، في تقنيات تعدين مياه الرجيع الملحي وأغشية التناضح العكسي، بمجموع استثمارات مالية من القطاع الخاص المحلي والعالمي يبدأ في مرحلته الاولى بمليار ومائة مليون ريال، وكان ذلك في مؤتمر صحفي عُقد يوم السبت في العاصمة السعودية الرياض، حيث رعى المؤتمر معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي  وبحضور معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية، المهندس أسامة الزامل، ونائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي، ومعالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبد الله العبد الكريم، والرئيس التنفيذي لهيئة المحتوى المحلي عبد الرحمن السماري.

حيث شملت الاتفاقيات التي تم توقيعها، اتفاقية التحلية الإضافية لتعدين مياه الرجيع الملحي، مع شركتي الكيمياء المختصة للصناعة، و (ننقشيا تي بي السعودية)، والمخصصة لتعدين مياه الرجيع الملحي واستخلاص المعادن الثمينة والأملاح، بهدف تحقيق قيمة إضافية في الناتج المحلي تصل إلى 1.5 مليار ريال سنوياً في 2030، إضافة لإنتاج مياه محلاة صالحة للشرب بجودة عالية، 
واستخلاص معدن البروم والصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والليثيوم على مراحل مختلفه، والتي تستخدم في صناعه النفط والغاز والادوية والانشاءات والصناعات الغذائيه والصناعات الكيميائية المختلفه.

كما أبرمت "التحلية" اتفاقية تعاون ودعم هندسي لشركات سعودية متخصصه في انشاء محطات التحلية وانظمة نقل المياه، حيث اثبتت تلك الشركات قدرتها وجديتها العالية في توطين الاعمال الهندسية والفنية خلال عملها الأخير مع المؤسسة لبناء محطات تحلية وانظمة نقل عملاقة وهي شركات سعودية ١٠٠٪؜ وفي مقدمتها شركة روافد للصناعة وشركة بحور، فيما وقعت عقد توطين صناعة أغشية التناضح العكسي للمياه المحلاة، كما تم الاعلان عن إنشاء مصنع متكامل المرحل وهو الاول من نوعه في الشرق الأوسط لصناعة أغشية التناضح العكسي وثاني مصنع متكامل في العالم خارج اليابان، باستثمار سعودي واجنبي وكان العمل على المشروع يتم بالشراكة مع هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، حيث ستقوم شركة "توراي الشرق الأوسط" بإنشاء المصنع ذو خطوط الانتاج المتنوعه وبجودة وكفاءة للمنتج تعد الاعلى عالمياً في مؤشراتها لخفض استهلاك الطاقة وطول العمر التشغيلي وتبنيها لمفاهيم متقدمة في خدمة البيئة، ويستهدف انتاج المصنع تغطية حجم الطلب العالي والمتزايد على هذه الصناعة الواعدة محلياً وعالمياً، بما يحقيق عائدات تُقدر بـ 690 مليون ريال في المملكة والخليج بحلول 2025، ويمتاز المنتج الذي ستشارك المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بتطويرة بحثياً في خفض معدل التكلفة بمعدل يزيد عن (14%)، وخفض استهلاك الطاقة بمعدل يبدأ من (4%).

ومن جهته أوضح معالي محافظ التحلية المهندس عبد الله بن إبراهيم العبد الكريم: "أن صناعة أغشية التناضح العكسي الصديقة للبيئة، تُمثل اليوم أحد أهم ممكنات صناعة التحلية في العالم، ويتزايد الطلب عليها بمعدل سنوي يصل إلى 6 ٪ محلياً و 7٪ خليجيًا، واستهدفنا توطينها لكونها منتجاً أساسياً واستراتيجياً، يخلق قيمة صناعية جديدة تساهم في دفع عجلة النمو والتنوع الاقتصادي، وأن إنتاج المصنع سيبدأ عام2025 وسيحقق عائداً على الناتج المحلي 1.14 مليار خلال 5 سنوات، وبأثر سنوي على الميزان التجاري يبلغ 135 مليون ريال، و يخدم بالإضافة لقطاع المياه قطاعات النفط والغاز والصناعة، وتبلغ طاقته الإنتاجية 254 ألف غشاء، تُلبي 10% منها حاجة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، فيما تخصص 55% منها لقطاع المياه المحلي، مقابل 5 % لقطاع النفط والغاز، مع تصدير 30% من المنتجات لتغطية الطلب الخارجي. علماً بأن 70% من مدخلات الإنتاج ستكون مصادر انتاجها داخل المملكة. 

وأضاف: نحن نتشارك مع اصحاب العلاقة وعدد من القطاعات وأصحاب المنشآت الصناعية والمقاولين الخطوات اللاحقة لمستقبل صناعة تحلية المياه، وننطلق في ذلك من منظور تكاملي و اقتصادي يركز على المكتسبات التي تعود على أبناء الوطن بالخير والنفع المستدام، لإنتاج جيل جديد  وقيادة وطنية شابة في ظل توفر مقوماتها التي تكمن  في قوة وكفاءة المقاولين السعوديين، الذين اصبحت لديهم إمكانات عالية للمشاركة بتفرد وتميز في إنشاء كبرى المشاريع في تحلية المياه وتصدير خبراتهم ومعارفهم الصناعية للخارج، سيما في ظل وجود منظومات إنتاج عملاقة تبنى بسعات كبيرة عالمياً تصل إلى 600 ألف متر مكعب /يومياً بتقنيات RO.  

وتابع معاليه: ان مركز تنمية الإيرادات غير النفطية وهو مركز مبني على الفكر وتبني المبادرات التي يقدمها القطاع الخاص والعام لخدمة الاقتصاد الوطني ورفع الناتج المحلي كان خير معين لمبادرات المؤسسة في تحفيز استثمارات القطاع الخاص، مما يجعل لدينا فرص واعدة في تعظيم الاستفادة من صناعة التحلية والصناعات المرتبطة بها، بما يساهم ايجاباً في الناتج من المياه المحلاة، كما لدينا امكانية عالية لخدمة العديد من القطاعات المتنوعة وفق نظرة تبنى على حس المسؤلية الوطنية. فنحن اليوم نوقع مع شركة سعودية اتفاقية للاستثمار في لإنتاج البروم، بكميات تصل إلى 16 ألف طن تغطي 30% من الطلب المحلي عام 2024،  فضلاً عن مساهمتها في الناتج المحلي ب 150مليون ريال سنوياً لعام 2024 و 1.5 مليار ريال سنوياً لعام 2030 ، وباستثمارات من القطاع الخاص تبدأ من 800 مليون ريال سنوياً في عام 2024 وتصل إلى 8 مليار ريال سنوياً عام2030 لانتاج العديد من المعادن ذات الاثر المباشر في تنمية فرص النمو وخفض التكلفة للعديد من الصناعات المحلية بما يتكامل مع محاور ازدهار الاقتصاد في رؤية المملكة ٢٠٣٠.